بعد إقصاء مجلس الجالية من مراكش : الوزير بنعتيق ودلالات تسويق الوهم السياسي ؟؟

Advertisement

محمد دخاي …..

عندما يقول عبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، في تصريح مصور على هامش اختتام أشغال الدورة ال11 للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، التي ترأسها كل من المغرب وألمانيا، ونظمت على مدى ثلاثة أيام حول موضوع ” الوفاء بالإلتزامات الدولية لتحرير طاقات كل المهاجرين من أجل التنمية” بأن “:الهجرة شأن دولي وتدبيرها بشكل جماعي أصبح ضرورة ملحة ، فأما ان السيد الوزير لم يكن في كامل وعيه وأما أنه يكذب على نفسه بعد إقامته لجدار عازل بينه وبين مجلس الجالية بالخارج…

ترى من غيب مؤسسة دستورية لها رمزيتها ؟، خصوصا إذا كان الإتحادي بن عتيق يدرك أن إقصائها يعني التعامل مع الواقع بمنطق الإستلاب والذي لا ينتج سوى الإرتداد عن الأهداف المرسومة وطعن مبادئ الشفافية والقيم الديمقراطية بالحزبية الضيقة عبر إنزال أشخاص بالمظلة في آخر لحظة ضدا على نخب سياسية وجمعوية وإعلامية أبانت عن وجودها الرمزي والتنويري …

إن تغييب مجلس الجالية بالخارج مكانيا وزمانيا خلال المنتدى العالمي لا يعني قتله رمزيا لأن مجلس الجالية سوى برئيسه اليازمي الذي أصبح وجوده كعدمه بعد أن تبين أن السيد عبد الله بوصوف أعاد له الروح هو مؤسسة قائمة الذات بتاريخها القوي ، وأن بنعتيق وهو يصادر حقها في الحضور يزكي هواجسه السياسوية ومواقفه النقابوية التي لم يتحرر منها وأنه بذلك قد تخلى عن خطابه الرنان الذي كان يدعو من خلاله إلى إنتاج القيم يوم كان يتأبط محفظته الجلدية وهو يدور على مقرات حزب الوردة بمقاطعات الرباط .

البعض رأى في تغييب مجلس الجالية بالخارج إنتاجا للوهم بسبب التفكير في لغة الإقصاء والعزلة حتى وإن كانت نخب المجلس لن يشكل لها هذا الإستبداد السياسي أي عقدة بقدر ما سيتحول إلى نقطة قوة من أجل الإستمرار في أهدافها لأنها تشتغل بمنطق المثقف العضوي بالمعنى الذي يتحدث عنه الإيطالي غرامشي ، لأنهم يفهمون المجتمع كتنظيم عضوي على شاكلة الأجسام الحية يسعون من خلاله إلى البناء عوض الهدم الرمزي الذي إستعمله بنعتيق من أجل ممارسة حقهم في الحضور عوض لغة الإلغاء والإقصاء .

أن ينتقض أبناء مغاربة العالم ضدا على تسويق الوهم السياسي لجميع الأحزاب التي تعتقد أنها جاءت لتلعب دور المنقذ من الضلال أو ضدا على من يسميهم الباحث والأستاذ ادريس فرحان بمافيا المناصب فرصة لن تتكرر من أجل الوقوف في وجه إعصار سلط سياسية فقدت فاعلياتها وقدرتها على مواجهة الواقع الحقيقي لأن القوة تنبني على الكفاءة لأنه يكون أحسن إنتاجا ومن ثم كان أكثر فاعلية وأقوى سلطة.

كنا نتمنى أن نسمع أن سياسة – اباك صاحبي – قد إنتهت لكن يظهر أننا لا زلنا نعيش على أن الولاء الحزبي رأسمال رمزي لإنتاج السلطة وممارسة النفوذ وأن الكثير من ممتهني السياسة ببلادنا لم يجددوا شعاراتهم عبر إنتاجاتهم أو إغناء تجاربهم عبر نضالاتهم التي تعرت مع الزمن , وهو مالا يمكن أن يغفره أبناء المغاربة بالخارج بسهولة تماشيا مع روح خطابات جلالة الملك التي زكت دلالات وجودهم القوي في اللاشعور الجمعوي للمغاربة جميعا يستحقون معه كل التقدير والإحترام الذي نسيه الوزير بنعتيق للأسف وهو يقصي مجلس الجالية من الحضور إلى مراكش.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.